الانحراف

كم من مرة أبحرنا إلى مجاهيل مخيفة بسبب أساطير وأوهام خيالية. ولكن لم نحصل على شيء... لم نحصل لا على "ليلى" التي همنا على وجوهنا في الصحارى بحبها، ولا اسـتطعنا الرجوع إلى الشاطئ الذي أبحرنا منه.

عندما يبدأ أي مجتمع بالابتعاد عن جذوره، تتغير زاوية نظره وتنقلب قيمه ومعاييره رأساً على عقب. في مثل هذا المجتمع يدعى الجهاد "بغياً" والظلم "عدالة" وتُستمطر اللعنات على التاريخ... تكتب قصائد المديح للأمور الشنيعة وللقاذورات، ويُذم الأدب والطهر، ويهتف بحياة الرذيلة وعدم الحياء... تُنبذ العفة وتكون الوقاحة أمراً طبيعياً. يتم الهجوم بكل دناءة لمن يرتبط بالأمة وبالماضي. ويعلو قدر الذين انقطعوا عن جذورهم وأصالتهم.

التهافت على الاختلاط بالجنس الآخر والثرثرة معه والرغبة في صحبته على الدوام هو إما نتيجة ضعف أو فساد في الطبع أو أمارة على حمل صفات ذلك الجنس.

Pin It
  • تم الإنشاء في
جميع الحقوق محفوظة موقع فتح الله كولن © 2024.
fgulen.com، هو الموقع الرسمي للأستاذ فتح الله كولن.