الأنبياء.. عددهم وجنسهم

السؤال: ما عدد الأنبياء الذين جاءوا إلى الدنيا؟ أكانوا كلهم رجالاً؟ لماذا؟

الجواب: لقد أرسل الأنبياء إلى جميع أرجاء الأرض. لا نعرف عددهم بالضبط، ولكن هناك في كتب الحديث رواية أن عددهم كان 124 ألفاً،[1] وفي رواية أخرى 224 ألفاً.[2] واستناداً إلى علم الحديث فإنه يمكن جرح جميع هذه الروايات، وسواء أكان عددهم 124 ألفاً أو 224 ألفاً فليس هذا هو المهم، المهم أن الله تعالى لم يدع عهداً أو أمة دون نبيّ.

لم يُرسل الأنبياء إلى منطقة معينة، ولا إلى مجتمعات معينة، بل أرسلوا إلى مختلف البلدان وإلى مختلف المناطق والأقطار. فالنص القرآني قاطع في هذا الخصوص ﴿وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ﴾ (فاطر:24). وهذا النص القاطع يُظهر أن كل مجتمع على سطح هذه الكرة الأرضية ظهر فيه نبي. وفي آية أخرى يقول الله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ (الإسراء:15)، أي إن الله تعالى لا يحاسب أمة لم يبعث لها رسولاً ولا يعذبها، لأن ذلك لا يتلاءم مع رحمته الواسعة: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ (الزلزلة:7-8).

وهذا النص يبين أن عمل الخير وكذلك اقتراف الشر لن يبقى دون جزاء. ولكن بما أن الذين لم يرسل لهم الأنبياء لا يستطيعون التمييز بين الخير والشر لذا لا يمكن حسابهم وعقابهم. وبما أن الله تعالى سيحاسب على عمل الخير والشر إذن فهو قد أرسل الأنبياء لجميع الناس. وقد أبان الله تعالى حكمة هذا في قوله ﴿ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ﴾ (فاطر:24).

وبعد إيضاح هذه القوانين الثلاثة المرتبط بعضها مع البعض الآخر في سلسلة منطقية، نودّ بيان المسألة الأساسية:

أرسل الله تعالى الأنبياء إلى جميع أنحاء الأرض وفي مختلف العهود والأدوار ولم يظهر الأنبياء -كما يتوهم البعض- في شبه جزيرة العرب فقط، والادعاء مناقض لنصوص القرآن. والحقيقة أننا لا نعرف بالضبط لا عدد الأنبياء المرسلين إلى شبه جزيرة العرب ولا الأنبياء المرسلين إلى أي قطر آخر من أقطار الدنيا. وسواء أكان عدد الأنبياء 124 ألفاً أم 224 ألفاً فإننا لا نعرف من بينهم سوى 28 نبيّاً. ومعرفتنا في حق ثلاثة من هؤلاء قاصرة وفيها شبه وعلامات استفهام. أجل فالقرآن الكريم يخبرنا عن 28 نبيّاً فقط بدءً من آدم عليه السلام وانتهاء بنبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا نعرف في الأغلب أين ظهروا. فمثلاً يقال إن قبر آدم عليه السلام موجود في مدينة "جدة" ولكن لا نعرف مدى صحة هذا القول. فالروايات التي تتحدث عن لقاء آدم عليه السلام مع أمّنا حواء في جدة ليست روايات بلغت درجة الصحة. لذا فلا نعرف أين بدأ آدم عليه السلام حياته وأدّى وظائف نبوته.

نستطيع أن نقول إننا نعرف شيئاً أكثر حول إبراهيم عليه السلام، إذ ساح في بابل وفي الأناضول ثم ذهب إلى الشام. ونحن نظن أن النبي لوط عليه السلام أدى مهمته بين قومه عاد وثمود حول بحيرة لوط "البحر الميّت". كما نستطيع القول بأننا نعرف أن شعَيباً عليه السلام كان في مدينة "مدْيَن" وأن موسى عليه السلام نشأ في مصر.. ونستطيع القول بأن يحيى عليه السلام وزكريا عليه السلام عاشا في منطقة البحر الأبيض المتوسّط، ومن المحتمل أنهما انتقلا إلى الأناضول، فالآثار الموجودة في "أَفَس" والمتعلقة بعيسى عليه السلام وبأمه مريم عليها السلام تشير إلى هذا. ولكن جميع هذه الروايات لا ترقى إلى مرتبة الثبوت والقطعية.

وإذا استثنينا هؤلاء الأنبياء الثمانية والعشرين فإننا لا نعرف عن الأمكنة التي نشأ فيها الأنبياء الآخرون. وهكذا يتبين أننا لا نستطيع الحصول على معلومات مَوثوق بها في هذا الموضوع، ولاسيما عندما تكون آثار تلك الأديان قد اندثرت وانمحت آثار النبوة فيها، لذا يصعب معرفة مجيء نبي أو عدم مجيئه في هذه الحالات.

إذا تناولنا النصرانية مثلاً نرى أن الاجتماع الذي عقد في مدينة "إزْنِيك" غيّر العقيدة النصرانية وأعطاها وجهة جديدة، إذ غيّر عقيدة التوحيد فيها وجرها إلى عقيدة "الأقانيم الثلاثة". وهكذا تعرضت النصرانية من قِبَل أتباعها إلى أكبر خيانة. وقد تعرض الكتاب الذي جاء به المسيح عليه السلام من عند الله للتحريف.. وبينما كان الكتاب إلهياً أصبح بشَرياً، وبينما جاء بالتوحيد تشوه بالتثليث. فادعى البعض أن المسيح هو ابن الله -حاشا لله- وأضفوا إلى أمه الصديقة مريم صفة الألوهية. وقال آخرون أن الله تجسّد في الأجسام وحلّ فيها وبذلك اقترفوا أفظع أنواع الانحراف.

وهكذا لم يعد هناك مِن فرق كبير بين هذه النصرانية الوثنية وبين عقيدة اليونان الوثنية وآلهتها من أمثال زيوس وأفروديت. أي إن الذين قاموا بتحريف كتابهم عدّوا عظماء دينهم آلهة مثلما اعتبر اليونان عظماءهم آلهة. هكذا بدأت جميع الانحرافات في تاريخ البشرية، ثم استمرت هذه الانحرافات وانتشرت، ولو لم يذكر القرآن الكريم أن عيسى عليه السلام نبي كريم وأن أمه صديقة لَكنّا ننظر إلى عيسى وأمه عليهما السلام نظرة اليونانيين إلى زيوس وأفروديت.

إذن فهناك أديان كثيرة شوّهت من قِبل الناس وحرفت فزال الجانب الإلهي منها وانمسح، لذا أصبح من الصعب جدّاً معرفة عما إذا تم إرسال نبي إلى المجتمع الفلاني أو إلى المنطقة الفلانية أو إلى القطر الفلاني أم لا. فمَن يدري فقد يكون "كونفوشيوس" نبيّاً، ونحن لا نقول هذا على وجه القطع والتأكيد. وتاريخ الأديان لا يعطي هنا ما يشفي الغليل. فالمعلومات التي يقدمها ليست إلا معلومات مبتورة ومجزأة. ولكننا نعرف من التاريخ وجود "كونفشيوس" و "بوذا" وأنهما أتيا بِدينيْن وأن أتباعهما كثيرون. ونعلم أيضا أن شذوذاً وأخطاء كبيرة موجودة في هذين الدينين، وأنهما بعيدان عن الفطرة السليمة وعن السنة الإلهية. لذا نشاهد فيهما عبادة للبقر وإحراق النفس والدخول في فترة صيام تبلغ ستة أشهر واللجوء في هذه الفترة إلى المغارات...

لذا لا يمكننا قبولهما كدِين. ولكن ربما كانا في السابق دينين حقين ثم أصابهما التحريف والتبديل والتغيير كما حدث للمسيحية.

لو لم يقم المسلمون بالحفاظ على منابع دينهم بكل حساسية واهتمام لكانت العاقبة نفسها في انتظار الدين الإسلامي. ولا نستطيع أن ننفي وجود محاولات من هذا القبيل في الماضي والحاضر. فهناك مسلمون يحاولون عن قصد أو عن غفلة عمل الشيء نفسه عن طريق التأويل أو التلفيق. فمثلاً اعتقاد الشخص أنه مع شربه الخمر وتورّطه في الزنا لا يزال يعيش الإسلام كما يجب مثال على التخريب المشاهد في الحياة العملية. وقس على ذلك السرقة والقمار وأكل الربا.

لا نستطيع أن نقول أن "كونفوشيوس" كان نبياً، لأن إسناد النبوة إلى غير نبي كفر يماثل الكفر الناشئ من إنكار نبوة نبي. وما قلناه بخصوص "كونفوشيوس" وبلده وارد بالنسبة لأوروبا أيضا، ولكننا لسنا متأكدين لأننا لا نعلم شيئاً.

هناك أقوال حول "سقراط" ولكن حياته لم تنتقل إلينا بشكل كامل، فهل كان فَيلسوفاً تأثر باليهودية، أم كان رجل فكر آخر؟ لا نعلم شيئاً أكيداً. فبعض المفكرين يرونه فيلسوفاً متأثراً بالفكر اليهودي. ولكن الوثائق التاريخية لا تعطي مثل هذا الانطباع عنه. يقول سقراط -حسبما ينقله لنا أفلاطون- عن نفسه:

"يتراءى أمام عيني بعض الأشياء -قد تكون خيالات- وهي تلقّنني بعض الأمور لإرشاد البشرية. وكنت أعلم وأنا بعد صبي بأنني مكلّف بإرشاد الإنسانية وتوجيهها نحو الله". فإذا كان ما جاء في كلامه شيئاً من الحق فإنه كان يعد نبيا للمجتمع الأوروبي القريب من العقل والفلسفة. ولكن يجب الانتباه هنا، فإننا لا نقول إن سقراط كان نبياً، لأنه لو لم يكن نبياً لكان قولنا هذا كفراً، ولكننا نقول من المحتمل أنه كان نبياً.

وكما جاء في بعض الأحاديث فإن عدد الأنبياء هو 124 ألفاً أو 224 ألفاًَ، ولكننا لا نعرف أين ظهر كل واحد منهم هذا عدا أربعة منهم. ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين يخبرنا بأن هؤلاء الأنبياء ظهروا في كل مكان. وبناءً على أخبار الصادق صلى الله عليه وسلم فإننا سنشير إلى بعض الأمارات الدالة على ظهور الأنبياء -الذين لا نعرف عددهم بالضبط ولا أين ظهروا- في مختلف أنحاء العالم.

الأمارة الأولى أقدمها من أستاذ الرياضيات عادل زينل الأستاذ في جامعة الرياض وهو من أهالي كركوك في العراق ودرس في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ ذكر لي: "عندما كنت أتابع دراستي العليا في الولايات المتحدة الأمريكية كنت أختلط بالسكان الأصليين وبالزنوج. وكنت أفاجأ في الشعائر الدينية لهذه القبائل بأسس تطابق أسس العقائد عندنا. فمثلاً كانوا يقولون إن الله لا شريك له، ذلك لأنه إن وجد إلهان اضطربت الإدارة". وهذا يطابق الآية الكريمة: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا﴾ (الأنبياء:22).

فلو لم يقم نبي من الأنبياء بإخبارهم بهذا لَما كان في مقدور الزنوج التوصّل إلى هذه الحقيقة. كما كان هؤلاء الزنوج يقولون: "إن الله واحد لا يلد ولا يولد". وهذا لا يكون إلاّ نتيجة ذهن متفتح. ذلك لأن الولادة خاصية بشرية وتأتي من حاجتها إليها. والله تعالى في غنًى عنها. فلو لم يقم نبي بتعليم وتبليغ هذا الأمر فأنى لهم إدراك هذا؟ لذا فمن المستحيل وجود مثل هذه العقائد الرفيعة والعميقة إلا في أمم متحضرة ومتعلمة وليست في قبائل بدائية لا تزال تقوم بأداء الرقصات حول النيران، أو تقوم بذبح الشيوخ والمعمرين وأكل لحومهم. والاحتمال الوحيد هو أن نبيّاً من الأنبياء أوصل لهم هذه الحقائق.

ثم هناك المفكر الدكتور مصطفى محمود الذي كان ملحداً ويتبنى الفلسفة المادية وهي "موضة" عصرنا، ولكن ما أن درس الإسلام عن قرب وتفحص دقائقه حتى بدل وجهته تماماً. يسرد هذا المفكر ملاحظاته حول إحدى سفراته في أفريقيا فيقول إنه وصل إلى قبائل "الماوماو" و"النيام نيام" وأنه سألهم عن عقيدتهم فقالوا إننا نؤمن بمعبود موجود في السماء ولكنه يدير مَن في الأرض. صحيح أن الله لا يأخذه حيز كالسماء إلا أنه كما ذكرت الآية: ﴿الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ (طه:5) فإن الأوامر الإلهية وأحكامه تأتي من السماء، لذا نرفع أيدينا عند الدعاء نحو السماء. ورأيت أنهم يذكرون ويؤمنون بخلاصة معاني سورة "الإخلاص" إذ يعتقدون أن "كل شيء يستند إلى الله جل جلاله، وأنه لا يستند إلى أي شيء، وأنه لم يولد من أب وأم وأنه لا ند ولا مثيل له". وذهبتُ إلى قبيلة أخرى فرأيت أن هؤلاء الوحوش على الرغم من استمرارهم على عادة ذبح الشيوخ والمرضى وأكل لحومهم إلا أنهم يؤمنون بالله بعقيدة قريبة من عقيدة التوحيد التي يعلّمنا القرآن. فلو لم تكن هذه العقائد مبلّغة إليهم من قِبل نبي لاستحال عليهم التوصل إليها بأنفسهم. أجل لقد قام أحد الأنبياء بتبليغ ونشر هذه العقيدة التي انتقلت من ثم من الأجداد والآباء إلى الأبناء حتى عصرنا الحالي. إذن فالقرآن الكريم وحقائق التاريخ والواقع كلها تشير إلى أن الأنبياء -وإن كنا لا نعرف عددهم بالضبط- ظهروا في كل أنحاء الأرض.

وبالنسبة لظهور الأنبياء من النساء أو عدم ظهورهن فإن علماء وفقهاء أهل السنة والجماعة وجمهور المحدّثين يقولون بعدم ظهور نبية. والروايات الواردة بنبوة مريم وآسيا عليهما السلام روايات شاذة وغير قوية. والنتيجة المستخلصة هنا حول هذا الموضوع هو عدم وجود حكم قطعي حول ظهور أنبياء من النساء. ثم إن عدم مجيء نبية لا يعد نقصاً، فالله تعالى خلق الأشياء كلها على أساس الموجب (+) والسالب (-). فالأشياء المتشابهة تتنافر، وفي أجزاء الذرة لولا وجود قوة كبيرة تمسك هذه الأجزاء لكان من المفروض أن تتنافر الأجزاء المتشابهة. وهذا القانون نراه جارياً اعتباراً من أجزاء الذرة ووصولاً إلى المجرات. أما الإنسان المتألف من ذرات فهو عنصر توازن بين العالم الصغير (الذرة) وبين العالم الكبير (الكون)، فيتبع القانون نفسه. أي يجب أن يكون فيه زوجان مختلفان اثنان لكي يتم التجاذب بينهما. فالضعف والحنان من أحدهما والقوة من الآخر هو الذي أدى إلى تآلفهما وتكوينهما العائلة.

إن تحويل المرأة إلى رجل، أي صنع امرأة مسترجلة لم يعد اليوم يقابل إلا بالسخرية أو بالامتعاض. وبعد أن أخرجوا المرأة من أنوثتها وجعلوها مسترجلة بدأت المرأة تخاصم الرجل، ففقدت العائلة رئيسها وطمأنينتها، وفقد الأبناء جو العائلة، لأنهم وضعوا في المحاضن وفي دور رعاية الأطفال. أما الأباء والأمهات فهم في جو آخر يركضون وراء متعهم.

هذا القانون الإلهي العام في خصوص المرأة يتجلى أيضا في موضوع "هل يمكن أن تأتي نبية أم لا؟". ثم إن المرأة تلد. ولو كان الرجل يلد أيضا لكان من الضروري عدم مجيء نبي من بين الرجال. لأنه سيعجز عن أداء واجب النبوة ما يقرب من 15 يوماً في الشهر بسبب الحيض ويعجز عن الصوم والصلاة والإمامة، أضِف إلى ذلك مدة النِّفاس... أما في فترة الحمل فإن أداء وظائف النبوة سيكون أصعب، لأنه سيستحيل عند ذلك الاشتراك في المعارك وفي الحضن أو في البطن طفل، ويصعب وضع الخطط العسكرية والإدارية في هذه الحالة من الوضع الجسدي، بينما يجب على النبي أن يكون في الصف الأول في المعارك.

كل هذه الأمور جعلت من المستحيل ظهور نبية من بين النساء. وكل هذه الموانع الجسدية والوظيفية لدى المرأة تجعلها قاصرة في عبادتها بسبب كونها أمًّا تلد وتعتني برضيعها. بينما النبي شخص يُقتدى به ومرشد كامل يُسترشد به وإمام وقائد. أما ما يخص النساء من أمور فإن نساء النبي يكن مصدر التبليغ والإرشاد والتعليم.

الهوامش

[1] انظر: المسند لأحمد بن حنبل، 5/265؛ صحيح ابن حبان، 2/77؛ المستدرك للنيسابوري، 2/652.

[2] انظر: تفسير روح البيان لإسماعيل حقِّي البروسوي، 2/323، 6/49، 8/215.

المصدر: مسجد "بُورْنُوَا"، 29 أكتوبر 1976؛ الترجمة عن التركية: اورخان محمد علي.

Pin It
  • تم الإنشاء في
جميع الحقوق محفوظة موقع فتح الله كولن © 2024.
fgulen.com، هو الموقع الرسمي للأستاذ فتح الله كولن.